الافكار


انّ تشعّب الافكار و تجادلها في ابسط الامور تعقيدا دليل على تفاعل الحراك الثقافي و تنافسه على اكتساب مجالات جديدة تكون منطلق لبعث مفهوم كوني موحّد للرؤيا البشرية دون اي احتساب للموروثات الثقافية العنصرية و التمييزية, بحيث يكون للعقل مكان اسمى و ارقى عن باقي الحواس البدائية التي لا تختلف في صفاتها عن مثيلاتها في عالم الحيوان. 
وان كان سعي الانسان تارخيا لتوفير التوازن بين صفاته الحيوانية و الانسانية فقد جعلته هذه المعادلة الصعبة الانجاز لاختلاق مفاهيم جديدة تسيذر على ما لا يدركه عقله و يريحه من عبء التفكير المطلق و يعوضه بالايمان المطلق دون اي تشكيك يذكر, ليورثه الى الاجيال اللاحقة التي بدورها كانت ساعية الى تعميم الفكرة كاصل و باقي الافكار لشذوذ وجب محاربته. وفي تغير مرحلي لنمط الحياة البشري و تفاعلها مع اختلاف الحضارات و وجوب تعايشها السلمي تحت سقف هذا العالم المحدود جغرافيا وجد الانسان نفسه مضطرّا لاستعمال العنف لاحلال السلم الى ان اختلطت اوراق الصواب و الخطأ و اصبح الصواب حكرا على المنتصر ليكتب التاريخ كما يشاء دون مراعات لموضوعية القراءاة التاريخية.