بقلم : تود هيكسون

مؤخرا، أجرى بعض الموهوبين في عالم التكنولوجيا، دراسة للمقارنة بين مستخدمي نظام تشغيل أندرويد من غوغل، ومستخدمي نظام (آي أو أس) من أبل على الهواتف الذكية. وقد قارن فريد ويلسون من مؤسسة (يونيون سكوير فينتشرز- Union Square Ventures) في مقال له في مدونته، بين أكثر التطبيقات انتشارا على أندرويد و(آي أو أس)، وتوصل إلى استنتاجات مثيرة للاهتمام بشأن مستخدمي هذين النظامين المختلفين تماما.
من ناحية أخرى، نشر موقع (بيو إنترنت بروجكت- Pew Internet Project) بعض البيانات والإحصاءات التي تتعلق بمستخدمي (أندرويد) و(آي أو أس). كما أجرت شركة (سيفيك ساينس- CivicScience) للبحوث، استطلاعا لتحديد وتقييم أسلوب حياة 130 ألف مستخدم للهواتف الذكية.
وقد أظهر تحليل فريد ويلسون عددا من الاختلافات المهمة بين التطبيقات واسعة الانتشار في هذين النظامين:
1.    5 من أوسع 10 تطبيقات انتشارا على نظام (آي أو أس)، هي عبارة عن ألعاب، بينما على أندرويد لعبتان فقط من أصل 10 تطبيقات.
2.    9 من أصل 40 تطبيقا واسعة الانتشار على أندرويد، مخصصة لأغراض واحتياجات يومية ضرورية، إلا أن 3 فقط من هذه التطبيقات على (آي أو أس).
3.    التطبيقات المخصصة للتسوق ضمن 40 تطبيقا واسعة الانتشار على أندرويد، هي أمازون و(إي باي- eBay)، وهي متاجر إلكترونية تبيع أشياء قيمة ومهمة. في المقابل التطبيقات المخصصة للتسوق ضمن 40 تطبيقا واسعة الانتشار على (آي أو أس) هي (غروب أون-  GroupOn) و(بلاك فرايداي- Black Friday) و(تارغت كارتويل- Target Cartwheel) وهي متاجر تعرف ببيعها للكماليات من الأشياء.
هذه البيانات توحي بأن نظام أندرويد، قد يكون الاختيار الأول والمفضل للمستخدمين الجادين. ويقول فريد: "إن مستخدمي نظام تشغيل أندرويد، هم غالبا ممن يبحثون عن الأسعار الأنسب ويريدون شاشة أكبر وتطبيقات مفيدة وضرورية للحياة اليومية، بينما معظم مستخدمي (آي أو أس) هم من طلبة الجامعات واليافعين.
وتسلط (بيو) المزيد من الضوء على الموضوع، إذ تظهر نتائج استطلاعها أن هناك علاقة بين مستوى التعليم ومقدار الدخل والفئة العمرية من جهة، وبين نظام التشغيل المستخدم من جهة أخرى. بالإضافة إلى أن المستخدمين الذين يتمتعون بحالة مادية جيدة، هم بشكل عام أكثر إقبالا على هواتف (آيفون)، وبالتالي يستعملون نظام (آي أو أس). كما أن المستخدمين الأصغر سنا أميل لاقتناء أجهزة أندرويد، ولكن قد يرجع هذا إلى عدم امتلاكهم دخلا مرتفعا بعكس أولئك الأكبر سنا.
وتقدم (سيفيك ساينس) نظرة أعمق وأشمل لطبيعة مستخدمي نظام أندرويد، ويسلط تحليلها الضوء على الحقائق التالية:
1.    يفضل مستخدمو أندرويد الموسيقى الكلاسيكية والهادئة أكثر من مستخدمي النظم الأخرى، بينما يفضل مستخدمو (آي أو أس) الأغاني الحديثة والموسيقى الصاخبة.
2.    في بحثهم عن الوظائف، يسعى أصحاب هواتف أندرويد لإيجاد وظائف تتطلب الذكاء والموهبة، أما مستخدمو (آي أو أس) فيبحثون أكثر عن المناصب الإدارية.
3.    في بحثهم عن الأفلام، يميل مستخدمو أندرويد لاختيار أفلام الرعب، بينما يفضل أصحاب هواتف (آيفون) أفلام الكوميديا والدراما.
4.    ما يتعلق بخياراتهم في المقاهي، يفضل مستخدمو أندرويد القهوة العادية، بينما يطلب مستخدمو (أي أو أس) الكابتشينو أو ما شابه.
إذا، ما هي طبيعة مستخدمي نظام أندرويد تحديدا؟ إنهم أفراد ذوو دخل أقل من غيرهم، ومستواهم التعليمي أدنى، كما أنهم غالبا أصغر سنا. ونلاحظ أيضا أن هناك فرقا بين شخصيتي مستخدم أندرويد ومستخدم (آي أو أس)، فمستخدمو أندرويد مولعون بالتكنولوجيا وأحدث أدواتها، لكنهم يفضلون كل ما هو عملي ومفيد، أما أصحاب هواتف (آيفون) فهم غالبا مديرون وموظفون متمرسون، يحبون تطبيقات التسلية والتسوق.
يبدو أن هذه الفروقات تمثل انقساما حقيقيا في المجتمع بين طبقة الأغنياء والناجحين، وطبقة العاملين الأقل دخلا. كما يبدو أن أبل تتجه أكثر فأكثر لتصبح مؤسسة لإنتاج السلع الفارهة المخصصة للأغنياء فقط.