بقلم : كريستوفر هيلمان
إن المتتبع لقائمة أكبر 25 شركة نفط في العالم، محاولا معرفة من يسيطر على أسواق النفط العالمية، أمثال شركة (إكسون موبيل – ExxonMobil) وشركة (ستات أويل - Statoil) وشركة (روسنفت - Rosneft) وشركة (بتروليوس دي فنزويلا – Pdvsa)، يتضح له شيء واحد، ما من نفوذ لأي رئيس شركة يضاهي نفوذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
أما بوتين فقد بدأ نفوذه مع شركة (غاز بروم - Gazprom) (في المرتبة الثانية في قائمة أكبر شركات إنتاج النفط والغاز) وشركة روسنفت (في المرتبة الخامسة عشرة). ومن المحتمل أن أكبر شركتين لإنتاج الغاز الطبيعي والنفط تقومان بالتبادل التجاري العلني، ولكن يتم الإحتفاظ بغالبية الأسهم من قبل الحكومة الروسية، وتحت إشراف بوتين. وفي دراسة هي الأولى من نوعها لمجلة فوربس، قامت بالتحقق في أمر استخدام بوتين لشركة غاز بروم كأداة سياسية في العام 2006، والتي عززت من مكانته على الصعيد السياسي منذ ذلك الحين، وكادت تحتكر بيع الغاز لغرب أوروبا. فيما قام بوتين مؤخرا بتعيين نائبه السابق والمقرب منه إيغور سيتشين رئيسا لشركة النفط الروسية روسنفت.
ويظهر نفوذ بوتين أيضا في عمله المشترك مع شركة (لوك أويل – Lukoil) (في المرتبة الثامنة عشرة، والتي لا تملك الحكومة فيها أي حصة، ولكن تم تشكيلها من قبل نائب وزير النفط السوفييتي السابق، فاجيت اليكبيروف، والذي تقدر ثروته بـ 13,5 مليار دولار.
يقوم اليكبيروف بمشاورة بوتين بشكل منتظم، بالإضافة إلى قيام شركات النفط الروسية العملاقة ببعض المشاريع المشتركة، ومناقشتها لمواضيع أخرى تتعلق بإستكشاف القطب الشمالي.
لكن جدية بوتين جذبت العديد من شركات النفط العملاقة الأخرى. إلى جانب وجود تاريخ طويل بين شركة (رويال داتش شل Royal Dutch Shell) (في المرتبة السابعة) وشركة غاز بروم في تطوير (جزيرة سخالين - Sakhalin Island).
أقامت شركة إكسون موبيل (الترتيب 4)، هذا العام، مشروعا مشتركا واسعا مع شركة روسنفت لإستكشاف القطب الشمالي، وكذلك بنية (بازهيفون – Bazhevon) الضخمة للصخر الزيتي في سيبيريا، والتي يظن البعض أنها أكبر بثمانين مرة من بنية (باكن – Bakken) في شمال داكوتا. فيما بينت شركة إكسون أنه في حال نجاح هذه الشراكة فسوف تجلب إستثمارات تقدر قيمتها 500 مليار دولار في السنوات المقبلة.
فيما حاولت شركة (بريتيش بتروليوم - British Petroleum) إبرام صفقة مماثلة العام الماضي، لكن تم إعاقتها من قبل حكومة الأقلية الروسية التي كانت وراء مشروع المناصفة لشركة بريتيش بتروليوم (TNK-BP). (فيما تجري حاليا محادثات بين شركة بريتيش بتروليوم وشركة روسنفت، نظرا لعزم الأولى على بيع حصصها في مشروع TNK-BP). فيما قامت شركة روسنفت في الأشهر القليلة الماضية بإقامة مشاريع مماثلة مع الشركة النرويجية العملاقة للنفط ستات أويل (الترتيب 20)، وكذلك الأمر مع شركة النفط الإيطالية ايني (الترتيب 19 )، في حين كان بوتين يترأس جميع مراسم توقيع هذه الشراكات.