بقلم : تيم ورستول
يصعب على المرء الجزم بمستوى الأرباح التي يحققها موقع يوتيوب بإشراف شركة غوغل، وذلك لأن هذه المؤسسة لا تفصح عن بياناتها ونتائجها بطريقة واضحة ومباشرة. ولهذا السبب، يلاحظ أن الجهات المعنية جميعها تكتفي باصدار التوقعات حول ذلك، والتي لابد بطبيعة الحال أن تكون متفاوتة. وتعد شركة (إي ماركتر- Emarketer) من بين تلك الجهات التي تحاول الخروج بتكهناتها الخاصة. وتعتقد الشركة أن إيرادات يوتيوب الإجمالية من الإعلانات ستتجاوز 5.6 مليار دولار في هذا العام، استنادا إلى أول تحليل تجريه الشركة حول ما تنفقه الجهات المعلنة على هذا الموقع المعروف. وقد تناولت الشركة مئات الدراسات والبيانات المتعلقة بعائدات يوتيوب لتحليلها، بالإضافة إلى الانطباعات والتقديرات والعوامل الاخرى المأخوذة عن مؤسسات البحث والمصارف الاستثمارية، وتقارير المؤسسات والمقابلات التي أجريت مع مديري الشركات العاملة في هذا القطاع.
وتعتمد صحة توقعات الشركة على مدى دقتها في عملية القياس. لكن ما يثير الاهتمام حقا أن إيرادات غوغل الآتية من يوتيوب تتصاعد بقوة كبيرة، بحيث أصبحت تؤلف حصة أضخم بكثير من الإيرادات الإجمالية لهذه الشركة. وعلى الرغم من أن عائدات يوتيوب تشهد اليوم نموا بطيئا، إلا أن ذلك لا ينفي حقيقة أنها باتت تشكل مصدرا أكثر أهمية لإيرادات الشركة الأم.


قد يرجع السبب في ذلك، الى أن الإعلانات المصاحبة للمقاطع المصورة قد تنامت بصورة مذهلة في السنوات القليلة الماضية؛ فغالبية الناس اليوم تشترك بخدمة الإنترنت السريعة، سواء بوساطة الحواسيب أو الهواتف الذكية، مما أسهم بدوره في الإقبال المتزايد على مشاهدة تلك المقاطع.
كما تضمنت تقديرات شركة (إي ماركتر) الأرباح التي تجنيها غوغل من إعلانات يوتيوب، آخذة بالحسبان أن حصة كبيرة من مجمل الإيرادات تدفعها غوغل إلى أصحاب المقاطع المصورة الذين يملكون حقوقا للنشر. ووفقا لـ(إي ماركتر)، بلغت أرباح يوتيوب من الإعلانات 1.96 مليار دولار تقريبا، لكن هذا الرقم يشير بالطبع إلى حجم الأرباح الإجمالية فقط، ولا يمثل القيمة النهائية للدخل الناتج. ويتم احتساب الربح الإجمالي عن طريق طرح تكلفة السلع المباعة من الإيرادات. فيما تشير السلع المباعة في هذه الحالة إلى المبالغ المدفوعة لأصحاب حقوق النشر أنفسهم.
من ناحية أخرى، لا شك بأن القيمة النهائية للدخل ستكون أقل من قيمة الربح الإجمالي، إذا ما احتسبنا تكاليف تشغيل الخدمة ذاتها. مع ذلك، يتضح لنا أن غوغل قد اتخذت قرارا صائبا حينما أقدمت على شراء موقع يوتيوب في عام 2006 مقابل 1.6 مليار دولار. في ذلك الحين، بدا هذا الثمن مرتفعا للغاية، لكن الشركة أثبتت جدارتها بالفعل، ونجحت سريعا في الاستفادة ماليا من هذا الإقبال الملحوظ على مشاهدة محتوى الموقع.